قصص أهل البيت

الرجلُ وعشُّ الطائر

الرجلُ وعشُّ الطائر

الرجلُ وعشُّ الطائر من أعظمِ ما تميزت به سيرةُ النبيِّ محمدٍ (صلى الله عليه وآله وسلم) أنَّهُ كان نبيَّ الرحمة، ولا تقتصرُ رحمتُهُ على الناسِ فقط، بل شملت الحيوانَ وكلَّ مخلوقٍ خلقهُ اللهُ تعالى، فقد رُوي أن النبيَّ محمدًا (صلى الله عليه وآله وسلم) كان جالسًا مع أصحابه، وبينما هم يتبادلون الحديث، ذهبَ أحدُ الرجالِ إلى مكانٍ فيه أشجارٌ كثيفةٌ ومتداخلة، فوجدَ فيها عشًّا لطائرٍ يضمُّ عددًا من الأفراخ، فأخذها بيدهِ وعاد إلى حيثُ يجلسُ النبيُّ وأصحابُهُ، وما هي إلا لحظاتٌ حتى جاءَ طائرٌ يرفرفُ بجناحيهِ حولَ النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ويُصدرُ أصواتًا حزينةً، وكأنه يشكو فقدًا أليماً، عندها عَلِمَ النبيُّ الكريمُ أن هذا الطائرَ قد فقدَ شيئًا غالياً جعلهُ حزينًا، فالتفتَ إلى أصحابِهِ وقال: أيكم فجعَ هذه؟ فقالَ الرجل: أنا يا رسولَ الله، أخذتُ فريخَها، فقال النبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم): رُدَّهُ ... رُدَّهُ رحمةً لها، وبهذا العمل علَّمنا النبيُّ الأعظمُ (صلى الله عليه وآله وسلم) أن الرحمةَ ليست مقصورةً على البشرِ، بل هي شاملةٌ لكلِّ كائنٍ حيٍّ، صغيرًا كان أم كبيرا. المصدر: بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦١ - الصفحة ٣٠٧ إعداد: مصطفى عادل الحداد رسوم: عباس راضي

إتصل بنا

موقعنا